الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية شاب تونسي عاطل عن العمل يوفّر حاويات لتأمين نظافة شوارع الرقاب

نشر في  06 جوان 2014  (09:50)

لئن واصل الشّعب التونسي حياته في زمن تغيب فيه كل المفاهيم وحتى مفهوم المواطنة التّي نسمع عنها فقط في الخطابات الرنّانة لجمعيات النسيج المدني والدّورات التّكوينية المموّلة من منظّمات الإتحاد الأوروبي -والتّي لم تعط أُكلها الميداني بعد- إلاّ أن الشّباب لازال يقرّر ويبدو انّه من سيقرّر آخرا.
 
ففي خضم الضوضاء الأيديولوجية والسّياسية، تفرّغ الشّاب والنّاشط بمعتمدية الرّقاب "محمّد الأحمدي"، ليثبت أنّه ناشط بالكلمة والفعل إيمانا منه بأنّ سرّ تغيير المجموعة يكمن في التّغيير الشّخصي. فقد قام "الأحمدي" وببادرة شخصيّة منه بالتّكفل بمصاريف صناعة حاويات نفايات كما تكفّل بعملية توزيع هذه الحاويات على شوارع مدينة الرّقاب من ولاية سيدي بوزيد بمعية أصدقائه وصديقاته النّاشطين بالجهة.
 
في لقائنا مع محمّد، اكّد لنا أنّه جدّ سعيد بما فعله بالرّغم من أنّه ليس من مشمولات المواطن أن يقدم مثل هذه الخدمات مبديا استغرابه من تهاون السلط المعنية على غرار بلدية الجهة حيث طرح سؤالا "لماذا لا تقوم الدولة والبلدية كسلطة محلّية بتوفير مثل هذه الأساسيات خاصّة أنّ تكلفتها بسيطة بالنّسبة للمواطن فما بلك بالدولة؟" وقد ترك محمد سؤاله مطروحا منتظرا الإجابة التّى ربّما لن تأت.
 
وأضاف الأحمدي أنّه سيواصل ما بدأه حتّى يجعل من مدينته نموذجا في النّظافة وذلك من خلال توفير حاويات نظافة في كامل شوارع المدينة، لكن قد تطول فترة الانتظار ليحقّق حلمه فهو مجرّد مواطن عادي والأدهى والأمر أنه محروم من حقّه في العمل الذي يشكل واحدا من أهم مقومات المواطنة.
 
ورغم كل هذا فإنّ "الأحمدي" يطمح إلى تمرير مثل هذه الأنشطة لبقية الشّباب ولم لا لسائر الجهات طالما أنها تعيش في "كوم نفايات يحمل أشلاء وطن".
 
 
علي عبيدي